اللهم صل وسلم على نبينا محمد

الخميس، 3 يناير 2013

العدس فى التوراه والانجيل والقرآن



 قال تعالى: “وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعُ لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها..”  
العدس، ويقال له الأدس باللغة الهيروغليفية، من البقوليات التي عرفتها الأمم القديمة مثل الفراعنة والإغريق، وورد في التوراة والإنجيل والقرآن.
وورد في العهد القديم أن العدس طعام أيام القحط والحزن والألم.
وتروي الكتب بأن الرومان كانوا يعتبرون العدس من أغذية الطبقات الوضيعة جدا ويأكله الفقراء والراغبون في الزهد...
ويقول الدكتور علي محمود عويضة في الموسوعة الغذائية إن العدس يعيش في أماكن مختلفة من الكرة الأرضية، وهو من أقدم الأغذية البروتينية النباتية التي عرفها الإنسان.
والعجيب أن العدس على رخصه يعادل اللحم من حيث القيمة الغذائية، بل يفوق اللحم أحيانا، لأنه يحتوي على مقادير من البروتين تكاد تغني آكله عن اللحم.
إذن ليس بالخطأ إذا قيل إن العدس هو لحم الفقير.
يقول محمد أمين الضناوي في كتابه “ماذا نأكل”: يحتوي العدس على فيتامينات عدة هي الفيتامين “أ” أو الفيتامين “ب” والفيتامين “ج”.
ويحتوي على معادن مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفوسفور.
وتحدّث عنه الطب القديم وقال إنه مفيد لمرضى الكبد، لذا كان الطعام المفضل لبعض الملوك والرؤساء في أوروبا.
والعرب قديما قالوا عنه إنه يزيل الحمى ويسكن السعال ويصفي اللون، إلا أن إدمان أكله يولد السرطان والماليخوليا.
وقال عنه الطب الحديث بأنه مفيد ومغذٍ جدا وسهل الهضم، ومدرّ للحليب عند المرضع، ويفيد الذي يشكو من فقر الدم، ويحفظ الأسنان من النخر، إلا أنه لا ينصح بأكله من كان يشكو من معدته لأنه يسبب الغازات والنفخة.
أقول وقد اعتادت المطاعم أن تقدم لك شوربة العدس قبل الأطباق المعدة، وذلك بناء على نصائح الأطباء الذين يرون أن العدس من الأفضل أن يؤكل حساء في أول الطعام.
وبما أنه يفتقر الى المواد الدهنية فإنه يستحسن أن يضاف اليه الحليب أو الزبدة أو زيت الزيتون، وهكذا تفعل المطاعم الحديثة عندما تقدم أطباقها لجمهورها.
وإنني لاحظت أنه يستخدم في الحساء في معظم بلاد العالم، إلا أن الأغنياء يأكلونه من باب التنويع أو فتح الشهية، أما الفقراء فيعيشون عليه ولا يملون منه، وهذا من نعم الله عز وجل.
وبالمناسبة فإن هناك أحاديث معروفة عند العامة مثل: عليكم بالعدس فإنه مبارك وإنه يرق القلب ويكثر الدمعة، ومثل: إنه قدّس العدس على لسان سبعين نبياً.
يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد “هذه الأحاديث كلها باطلة”، وقال عنها الشوكاني في كتابه الأحاديث الموضوعة بأنها موضوعة.
إذن العدس صحيح أنه مغذ أنه وأنه لحم الفقراء وقد فضّله بنو “إسرائيل” على المن والسلوى، إلا أنه لم يرق الى درجة أنه يقدس ويبارك على ألسنة الأنبياء، فمن مدحه فمن عنده لأنه كان يحبه ولا يستند إلى آية أو حديث نبوي صحيح، وقد فعل الوضاعون أكثر من ذلك عندما  زادوا في العبادات، بل زوّروا التاريخ أيضا استنادا الى نصوص وقصص وروايات وقصائد ملحمية، افتعلوها ليثبتوا ما أرادوا أمام خصومهم، ولكن الله ورسوله والتاريخ بريئون مما قالوا، ومما نسبوا إليهم زوراً وبهتاناً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق