طب وبعدين معاك:

كنت شغال سواق تاكسى فى الفترة من 2004 إلى 2008 لغاية ما ربنا يسهل الحال
وبينما أنا أقود سيارتى فى شوارع الإسكندرية والمسجل يتلو آيات من كتاب الله
من سورة الحديد وبصوت الشيخ مشارى راشد
إذا برجل تخطى العقد السادس من عمره يستوقفنى ويطلب منى توصيلة لمنطقة كرموز
درات العجلات وبدأ الطريق ينطوى والخلفية القرآنية تشتعل
ومع إنشغالى بالطريق .. إلا أننى كنت أتابع فى مكر إنفعالات العجوز المفرطة
من هز للركبتين وفرك فى الأيدى وإلتفات إلى المسجل
حتى أننى شككت إنه من إخواننا ( الملبوسين ) اللهم إحفظنا
إلى أن جائت الآية
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون
وهنا تبدأ الحكاية
فقد إنفجر الرجل فى وصلة من البكاء الهيستيرى لا تنقطع
حتى أننى أوقفت السيارة على جانب الطريق حتى يهدأ وكنت أكلمه فلا يرد
فقط بكاء , بل إن شئت فقل عويل
أطفأت المسجل لعله يكون السبب
وهنا تكلم العجوز وطلب إعادة المقطع السابق
أعدته .. وطبعاً تعرفون النتيجة
لقد أعاد وصلته هو الآخر
فإضطررت إلى أن أنتظر حتى تنتهى السورة
وبدأ العجوز يهدأ ويتكلم قائلاً
معلش يابنى
أنا عمك مسعد
وكنت مريض بالقلب
وكانو عيالى بيودونى لدكتور جارنا لما تجيلى الأزمة بالليل
وف يوم تعبت ورحناله كالعادة بس هو عمل نفسه نايم وما رضاش يفتح
قاموا عيالى ودونى مستشفى حكومة
وإنت عارف بقه هناك محدش بيهتم بحد
المهم أنا قلت لولادى إنى بقيت كويس عشان يروحوا
عشان هما على باب الله وعندهم أشغال الصبح
وبعد ما روحنا تعبت جداً ونزلت قعدت على المحمودية _ترعة قديمة فى الإسكندرية
وكنت بدعى ربنا وبتوسل إليه إنه يشفينى لساعات
حتى إنى بكيت وخرجت عن شعورى وقلتله
إنت بتعمل فيا كده عشان ما بصليش
خلاص إشفينى وأوعدك إنى بعد كده مش هسيب ركعه
وزاد الألم عليا ولقيتنى بقوله
كفاية بقه
هو أنا ما صعيبتش عليك ولا إيه ؟؟
..
..
.
وبعدها بشوية بدأت أهدى وأروح فى النوم
وصحيت بعد الفجر وأنا تمام التمام
ومن يومها ما جتليش الأزمة تانى
ومن يومها برضه ما صليتش ولا ركعة
وحسيت إنه فى الشريط بيكلمنى وبيعاتبنى
ما تفتكرش إنى خايف ليرجعلى المرض تانى ؟؟
لا والله
أنا بس مكسوف منه
عشان هو صدق معايا .. وأنا
ما طلعتش عند كلمتى

منقول.